تختلف الآراء حول ذلك، ولكن بسبب مواده الحيوية العديدة فإن خل التفاح الطبيعي الذي يصنع بطريقة بيولوجية من التفاح الطبيعي، يعتبر وقائي وداعم للعلاج تقريباً ضد الأوجاع والأمراض، ولذلك يمكن اعتباره العلاج الشافي لكثير من الأمراض.
القيمة الغذائية لخل التفاح:
الفيتامينات:
التفاح مادة الحياة الخارقة كالخميرة والملفوف (الكرنب واللهانة) والطحالب (حشيشة الماء) وبذور القمح، هذه المواد تحتوي على مواد معدنية أمينية وحوامض أمينية التي تشارك في عمليات الحياة، وهي تملك قيمة عالية من الفيتامينات وخصوصاً فيتامينات مجموعة ب الضرورية لنظام الأعصاب وفي عملية هضم المواد الدهنية B – Gruppe.
ندرج في أدناه قائمة لأهم الفيتامينات التي يحتويها خل التفاح مع ذكر صفاتها وتأثيراتها، لكي يطلع القارئ الكريم على أهمية تناول خل التفاح بصورة منتظمة دائمة من أجل الوقاية أو دعم العلاج و التأثير إيجابياً في أجسامنا.
1– فيتامين أ (Vitamin A)
وهو ضروري لبناء ونمو الشعر والجلد والأغشية المخاطية والحفاظ عليها، وهو ينظم الإفراز الجلدي ونقصه يسبب تقرن الجلد، وهو مانع للإلتهابات ويؤثر على النمو وعلى قوة البصر.
2- مادة البيتا كاروتين (Beta Carotin)
هي مادة رائدة مرحلة قبل فيتامين أ تتحول إلى فيتامين أ في الكبد.. وتعمل البيتا كاروتين ضد التأكسد أي أنها تحارب الخلايا الراديكالية المطلقة القاتلة للخلية والمسببة للسرطان.. ومادة البيتا كاروتين لها دور مهم في تقوية نظام مناعة الجسم وتحفظ الأغشية المخاطية من مسبّبات الأمراض.. ومن خلال معادلة الخلايا الراديكالية تمنع هذه المادة بيتا كاروتين تصلب الشرايين.. وهي مسؤولة أيضاً عن البناء وتجديد الجلد (بشرة الجلد) وتحفظ الجلد من أضرار الضوء وأشعة الشمس وتدعم إسمرار الجلد..
وهضم مادة البيتا كاروتين الموجودة في خل التفاح أسهل من الموجودة في المواد الغذائية الأخرى.. وتوجد هذه المادة أيضاً في الملفوف والبرتقال والجزر.
3- فيتامين ب1(Vitamin B)
Thiamin : وهو مسؤول عن تحويل الكربوهيدرات ويطلق عليه بـ ثيامين.. يسبب نقصه التهاب المفاصل وآلاماً في الأعصاب.. له دور عظيم في الشفاء من مرض البري بري المسمى بمرض الهزال الرزي.. إن هذا الفيتامين ضروري في حالات التعب الجسدي والأمراض المعدية وخلال فترة الحمل والرضاعة، ويؤثر على التحول الغذائي للسكر مما يتطلب زيادة استهلاكه عند تناول الحلويات والكحول بكثرة، حيث تظهر علامات الصداع وعدم الشهية إلى الطعام وجفاف بشرة الجلد وتقشرها وكذلك إنشقاق في زاوية الفم (الثغر).
ولهذا الفيتامين أهمية عظيمة في توازن الجهاز العصبي.. ويوصف فيتامين ب1 لمعالجة الآلام العصبية، وضعف الحركة والتعب والشلل والتهاب الأعصاب وعرق النسا.
كما ينصح بهذا الفيتامين للمصابين بداء السكري، وهو ينمي الذاكرة وينشط القابليات العقلية.
يوجد فيتامين ب1 في قشور البقول والحبوب وفي الخضار والفواكه وفي بعض أعضاء الحيوانات كالكبد والقلب والكليتين والعضلات، وهو موجود أيضاً في الحليب والبيض.. ولما كان هذا الفيتامين يذوب في الماء، ننصح عدم إهمال مياه السلق.. وعلى ربة البيت استعمالها حساءً أو الاحتفاظ بها في قدر الطعام.
4- فيتامين ب 2 (Vitamin B2)
ويسمى ريبوفلافين أو لاكتوفلافين وهو ضروري لتحلل وتفكك المواد الدهنية والزلالية وبذلك فإنه يدعم الكبد ويمنع اضطرابات تحول الغذاء إلى طاقة.
وقد لوحظ أن حيوية الخلايا تزداد إذا ازدادت نسبة الريبوفلافين، لذلك أطلق على هذا الفيتامين بفيتامين الشباب والحيوية، إضافة إلى ذلك فإنه يدعم تكوين الكريات الحمر في الدم ويشجع على النمو.. ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى جفاف وتقشر والتهاب الجلد وضعف البصر.
يوجد هذا الفيتامين بكميات كبيرة في الحليب والكبد والبيض والسمك، ونجده في الخس والقمح والسبانخ والجزر والموز والخوخ واللفت والطماطم وفي أوراق الفجل.
5- فيتامين ب 6 (Vitamin B6)
يسمى بيرودوكسين، وهو يلعب دوراً مهماً في عملية تبادل الزلال.. إن تناول الغذاء الغني بالزلال يزيد من احتياج فيتامين ب 6 نسبياً.. ويؤدي نقصانه يؤدي إلى دوخة وحالة الإستياء، وفقدان الشهية، والتهابات الجلد والأغشية المخاطية واحمرار وتقرن الجلد.. ونقصانه أيضاً يسبب آلاماً في أصابع اليدين والقدمين، وهو يمتلك قدرة وقائية ضد تصلب الشرايين، وذلك بإضعافه للكوليسترول وللمواد الدهنية في الدم، كما يلعب دوراً مهماً في محاربة بعض الأمراض الجلدية (حب الشباب) وتقلص العضلات.
6- فيتامين سي (Vitamin C):
يسمى حامض الأسكوربك أو الفيتامين المضاد لداء الحفر.. يحصل الجسم عليه من الغذاء، وهو موجود في البطاطس والتفاح على الأغلب، لذلك يستحسن صنع خل التفاح من التفاح الطازج الطبيعي.
وهذا الفيتامين أشهر أنواع الفيتامينات وأكثرها أهمية في تقوية مناعة الجسم.. فهو وقائي ضد الالتهابات، ويؤثر في عمليتي الشفاء والتئام الجروح ومكافحة التعب، كما انه ينشط الدورة الدموية ويمهد استلام المواد المكونة للدم كالحديد وحامض الفولك، وهو كذلك يدعم تكوين المادة البروتينية كولاجين في العظام، ويساعد على اتحاد الكالسيوم.
يكثر استهلاك هذا الفيتامين أثناء الحميات والحمل والإرضاع وتقدم السن.. نحن بحاجة إليه خاصة في حالات التعب والنمو والشيخوخة، فهو يلعب دوراً مهماً في مقاومة البرد والالتهابات وفي أمراض الروماتيزم وفي أعراض الحساسية وفي فقر الدم.
يوجد هذا الفيتامين بكثرة في الفواكه الحمضية كالليمون والبرتقال، وفي التوت، والتوت الشامي، والرمان، والموز والطماطم والملفوف والسبانخ والبقدونس والكراث واللفت والجرجير والفلفل الأخضر.
7- فيتامين إي (Vitamin E)
يطلق عليه بفيتامين الإخصاب، وهو يؤثر على وظائف تبادل المواد في الجسم، وبذلك يقلل من حالات الإجهاد والتعب.. كما يساعد على تجديد الخلايا ويحافظ على جدران الخلايا في الكبد والأعصاب وعضلات القلب.. وهو يقوم بتنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم، ويزيد من قوة شد ومرونة الجلد.
يفيد هذا الفيتامين ويساعد على نمو الأجنة ويمنع الإجهاض كما يقوي الباه (الجنس) ويقوي القلب والأوعية الدموية.. ويوصف بصورة خاصة لزيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال لتقويتها.
يوجد هذا الفيتامين في القمح وزيت فستق العبيد وزيت الذرة والقطن وزيت فول الصويا وزيت الزيتون، كما يوجد في الملفوف والسبانخ والبقدونس والجوز والخس والبازلا والهليون وبنسبة أقل في الكبد وصفار البيض.
المواد المعدنية الحيوية الموجودة في خل التفاح:
تساهم المواد المعدنية في وظائف الجسم الكثيرة، فمن المواد المعدنية الحيوية الخمس عشرة نجد منها 13 مادة في خل التفاح، وهي كالتالي:
الكالسيوم: مادة معدنية مهمة في الجسم. يشكل الكالسيوم نسبة 90% من كمية العظام، وهو يؤثر على تخثر الدم وإثارة الأعصاب والعضلات.. ويلعب فيتامين دي دوراً مهماً عند تناول الكالسيوم.
إن نقص الكالسيوم يؤدي إلى استهلاك الكالسيوم الاحتياطي المخزون في الجسم، مما يؤدي إلى إزالة كلس جهاز الهيكل العظمي (ضمور العظم).
المغنيسيوم: لا يمكن الاستغناء عنه في بناء العظام وتكوين الخلايا، وإضافة إلى ذلك فإنه يشترك في استفزاز وإثارة الأعصاب والعضلات.. يسند المغنيسيوم عملية ما يقارب 300 إنزيم وينشط عملية تبادل مواد الكربوهيدرات والزلال.
وتظهر علامات نقصان المغنيسيوم بشكل تشنج وتشنج الحماة (عضلة بطن الساق الماهيجة) والرخاوة.
الصوديوم: ينظم الصوديوم الضغط الأيوني لسائل الخلية والتوازن بين الحوامض والقواعد للجسم.. يوجد الصوديوم في حالة ملح الطعام بكثرة في أجسام الناس ويتحد مع السوائل.. ينشط الصوديوم بعض الإنزيمات ويؤثر على عملية تبادل المواد في الجسم.. وإضافة إلى ذلك فإن الصوديوم يؤثر في حالات الانفعال (الهيجان) وكذلك في انقباض العضلات.
الكلور : يتحد الكلور غالباً مع الصوديوم، مكوناً كلوريد الصوديوم، ملح الطعام المألوف.. يهتم الكلور بمرونة وقوة شد الأنسجة وهو عنصر من حامض المعدة.
البوتاسيوم: يوجد البوتاسيوم في العديد من المواد وهو متوفر بكثرة في خل التفاح ويلعب دوراً مثل دور الصوديوم- ينظم الضغط الأيوني في الخلايا ويحافظ على التوازن بين الحوامض والقواعد في الجسم.. وهو عامل مساعد للأنزيمات، إلا أن البوتاسيوم يختلف عن الصوديوم لأنه يقوم بتجفيف الخلايا وهو يساعد في حالة التسمم.. كما أن البوتاسيوم يؤثر في وظائف القلب ويسبب هبوط ضغط الدم ويقوي الأعصاب.. أما نقص البوتاسيوم فإنه يؤدي إلى ضعف العضلات.
الفسفور: يلعب الفسفور أدواراً متنوعة في الجسم، فهو يقوم بتحويل الغذاء إلى طاقة وكذلك فهو ضروري لزيادة الخلايا (خلايا الأنسجة وخلايا الدماغ)، وإضافة إلى ذلك فإنه يشارك في بناء العظام وتكوين الهيموغلوبين كما انه ينظم وظيفة الغدة المحاذية للغدة الدرقية.
الحديد: يساهم في تكوين الهيموغلوبين وان نسبة 70 % من الحديد الموجود في الجسم متوفر في مادة صانعة لون الدم.. إن استلام الحديد يكون باتحاده مع فيتامين سي وحامض المعدة.
ونقصان الحديد يؤدي إلى ضعف عام وفقر الدم وجفاف واصفرار الجلد (البشرة) وتكسر الأظفار (الأظافر).
اليود: يوجد اليود بنسبة 30 إلى 40% في الغدة الدرقية، فهو ينظم الوظائف الجسدية والفكرية كتبادل المواد وبيت توازن الطاقة وأيضاً وزن الجسم.. ونقصانه يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية.
الكبريت: يشارك الكبريت مشاركة عظيمة في بناء ونمو الجلد والشعر والأنسجة.. يرجع سبب بعض الأمراض الجلدية إلى نقصان الكبريت في الجسم.
ينشط الكبريت وظائف الكبد والمرارة.
السليكون: وهو ضروري لمطاطية ومرونة الشرايين ولقوة شد الأنسجة، على الرغم من أنه يؤثر في جعل البشرة ملساء.. وعلاوة على ذلك فإنه مشجع لتجانس الكالسيوم الموجود في المواد الغذائية.
النحاس: ينظم النحاس وظيفة الدم وهو يشارك في تكوين الهيموغلوبين، وهو يساهم أيضاً في تكوين المواد المضادة للبكتريا في الجسم، كما انه يمهد استلام الحديد في الجسم.
الزنك: يمنع حدوث الالتهابات ويعجل في شفاء الجروح والتئامها.. والزنك ضروري لاستلام فيتامين أ وفيتامين ب 12، و هو أيضاً ضروري لإنتاج وعمل الأنسولين في غدة البنكرياس.
سيلين selen: وهذه المادة تدعم فيتامين أ وتمنع ظهور الشيخوخة مبكراً وتدعم تكوين الدم.
ومن خلال التجارب الأخيرة التي أجريت على الحيوانات فإن هذه المادة سيلين تحمل نفس صفات فيتامين إي - E - معنى ذلك أنها تحارب الخلايا الراديكالية في الجسم.. وإضافة إلى المواد المعدنية أعلاه فإن خل التفاح يحتوي على مادة روتين الموجودة تحت قشرة التفاح وظيفتها مقاومة البكتريا والأكسدة.. ويعتبر الخل والليمون الحامض وحامض اللبنيك من الحوامض المهمة لتكوين ماء ودهن الجلد.
كما يحتوي الخل على عدة حوامض أمينية وبعضها يحتوي على الكبريت الذي يدعم فيتامين أ، كما يحتوي خل التفاح على إنزيمات.
البكتين Pektin: إن البكتين ليست المادة التي تمتص السموم من جدران الأمعاء فحسب، بل أنها تخفض نسبة الكولسترول وتصعد قابلية سيلان الدم.
وكثير ما نسمع عن خل التفاح وعن الفوائد الصحية والغذائية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ما نجده في الأسواق هو ذلك الخل الذي نتأمل منه كل هذه الفوائد الصحية ؟
إن معظم الخل الموجود في الأسواق هو حمض الخليك الكيميائي أو مشتق منه ويجب الانتباه إلى أن هذا الخل إن كان كيميائياً فإن أضراره أكثر من فوائده وخاصة تأثيره الضار على الغشاء المعدي.
إن أكثر الناس يبهرهم الشكل الخارجي للعبوة دون النظر إلى الفوائد أو المضار الصحية، فمنظر خل التفاح الشفاف يغريهم بالشراء أكثر أكان طبيعياً أم مقطراً أم صناعياً مركباً (حمض + ماء + منكهات) فالصناعي سيئ ومرفوض، أما المقطر فبالتقطير تتحطم الأنزيمات الفعالة وتضيع المعادن القوية التي تعطي الفائدة لجسم الإنسان مثل البوتاسيوم، الفوسفور، الصوديوم، المغنيسيوم، الحديد، والكالسيوم وكثيراً من المعادن النادرة، كما أن التقطير يحكم حمض التفاح الطبيعي الذي يقاوم سموم الجسم.
إذاً الخل المذكور في كتب السنة والكتب العلمية ليس هذا الخل الكيميائي إنما هو ذلك الخل الطبيعي المستخلص من التفاح والعنب.. وهو مادة طبيعية ناتجة عن أنزيمات طبيعية.